سورة الحشر - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحشر)


        


{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)}
{لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ} أي لا يقدرون على قتالكم مجتمعين إلا وهم في قرى محصنة؛ بالأسوار والخنادق أو من وراء الحيطان دون أن يخرجوا إليكم {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} يعني عداوة بعضهم لبعض {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى} أي تظن أنهم مجتمعون بالألفة والمودة وقلوبهم متفرقة بالمخالفة والشحناء.


{كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)}
{كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً} أي هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم يعني يهد بني قينقاع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلاهم عن المدينة قبل بني النضير، فكانوا أمثالهم. وقيل: يعني أهل بدر الكفار، فإنهم قبلهم ومثلاً لهم في أن غلبوا وقهروا. والأول أرجح: لأن قوله: {قَرِيباً} يقتضي أنهم كانوا قبلهم بمدة يسيرة، وذلك أوقع على بني قينقاع، وأيضاً فإن تمثيل بني النضير ببني القينقاع أليق لأنهم يهود مثلهم، وأخرجوا من ديارهم كما فعل بهم وذلك هو المراد بقوله: {ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} وقريباً ظرف الزمان.


{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)}
{كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفر} مثَّل الله المنافقين الذين أغووا يهود بني النضير ثم خذلوهم بعد ذلك بالشيطان فإنه يغوي ابن آدم ثم يتبرأ منه، والمراد بالشيطان والإنسان هنا الجنس، وقيل: أراد الشيطان الذي أغوى قريشاً يوم بدر وقال لهم: {وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ} [الأنفال: 48]، {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي النار} الضميران يعودان على الشيطان والإنسان، وفي ذلك تمثيل للمنافقين واليهود.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6